قد يكون الوقوف بين زواج مايكروسوفت وياهو غول التكنولوجيا الذي تفوق
عليهما باستمرار: غوغل. وفي جهد شديد على نحو استثنائي لمنع مايكروسوفت من
المضي قدما بعرضها المنافس الذي تبلغ قيمته 44.6 مليار دولار لشراء ياهو
ظهرت غوغل خلال عطلة نهاية الأسبوع بخطط للعب دور المدمر للعملية. وفي
العلن اتخذ غوغل موقفا ضد الصفقة، مؤكدة في بيان لها ان العرض العدائي
الذي اقترحته مايكروسوفت يوم الجمعة الماضي يمكن أن يشكل مخاطر على
المنافسة التي تحتاج الى تدقيق واختبار من جانب صناع السياسة في مختلف
انحاء العالم. وفي السر قطعت غوغل، التي تنظر الى الصفقة المحتملة
باعتبارها هجوما مباشرا، شوطا ابعد. فرئيسها التنفيذي اريك شميدت اتصل
هاتفيا برئيس ياهو جيري يانغ عارضا مساعدة الشركة في ابعاد مايكروسوفت،
ربما بصيغة شراكة بين الشركتين وفقا لما قاله مطلعون على المكالمة. كما
بدأت جماعات الضغط التابعة لغوغل في واشنطن التخطيط لكيفية رفع قضية ضد
عملية الشراء الى المشرعين. ويمكن لغوغل ان تستفيد عبر اطالة امد المراجعة
القانونية الى ما بعد تولي الرئيس المقبل منصبه. وفضلا عن ذلك فان عددا من
مديري غوغل قاموا باتصالات خلال عطلة نهاية الأسبوع مع حلفاء لهم في شركات
مثل تايم وارنر، التي تمتلك «أي أو أل»، لمعرفة ما اذا كانوا يعتزمون
متابعة عرض منافس وكيف يمكنهم المساعدة. يشار الى ان غوغل تمتلك حصة خمسة
في المائة في «أي أو أل». وعلى الرغم من جهود غوغل وعمل مصرفيي ياهو
الخاصين خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل تحشيد الاهتمام بعرض منافس لعرض
مايكروسوفت، وهو ما لا يبدو محتملا على الأقل في هذه المرحلة المبكرة.
وعلى سبيل المثال فان متحدثا باسم نيوز كوربوريشن قال ليلة الأحد الماضي
انها لا تعد لعرض، ولم تبدأ شركات اخرى ذات صلة مثل تايم وارنر واي تي أند
تي وكومكاست العمل على تقديم عروض وفقا لما قاله مقربون من هذه الشركات.
وأشاروا الى انهم لا يرغبون في دخول حرب عروض مع مايكروسوفت التي يمكن ان
تقف بسهولة فوق عروضهم. وفي غضون ذلك قال مقربون من ياهو ان الشركة تلقت
طائفة من التساؤلات من المشترين المحتملين. وجرى طلب توقعات من بعض
الأشخاص داخل ياهو حول امكانية تقسيم الشركة. وذلك يمكن أن يعني بيع أو
استخدام مشروعها المرتبط بالبحث في الخارج الى غوغل وبيع عملياتها التي
تنتج المحتوى الأصلي، وفقا لما قاله المقربون.
وقال مصدر مطلع على الوضع ان «كل شخص يدرس كل انواع الخيارات والاتفاق حول
البحث واحد من هذه الخيارات». والمديرون التنفيذيون في شركات منافسة اقل
تفاؤلا بشأن استراتيجية تقسيم ياهو. وقال مدير في شركة اعلامية كبرى انه
«ما من احد يمكن أن يحصل على سعر يبلغ 44 مليار دولار حتى اذا انقسم الى
عشرة اقسام». واصدرت محكمة محلية في واشنطن خلال عام 2001 قرارا حكمت فيه
بقيام مايكروسوفت بخرق متكرر للقانون من خلال خنق التهديد لاحتكارها الذي
فرضته نيتسكيب التي تقوم بجعل التصفح على الويب مألوفا. وجاءت هذه الدعوى
القضائية خلال حكم كلينتون وتم البت فيها في فترة إدارة بوش لكن نتيجة ذلك
كانت قرارا بالموافقة يمتد حتى عام 2009 وتراقب محكمة فيدرالية مع ثلاثة
خبراء سلوك مايكروسوفت.
وفي عام 2006 على سبيل المثال وبعد أن اشتكت غوغل لوزارة العدل والمفوضية
الأوروبية من أن مايكروسوفت تجعل محرك البحث الخاص بها MSN هو الذي يظهر
في نسختها الأخيرة من برنامج تصفح الويب، وعلى ضوء ذلك كيفت مايكروسوفت
البرنامج بحيث يستطيع المستهلكون أن يتحولوا بسهولة إلى غوغل أو ياهو. وفي
بيان جاء على لسان غوغل يوم الأحد الماضي ذكرت هذه الشركة أن احتمال شراء
ياهو من قبل مايكروسوفت قادر على تهديد المنافسة المطلوبة ولذلك فمن
المفروض أن يتفحص صناع السياسات هذه الإمكانية.
وقال ديفيد درموند نائب رئيس غوغل والمسؤول عن القضايا القضائية: هل يمكن
أن تحاول مايكروسوفت الآن أن تمارس نفس التصرف غير الصحيح والنفوذ غير
الشرعي على الانترنت مثلما قامت به مع الكومبيوتر الشخصي؟ لكن ياهو
ومايكروسوفت تجنبتا التعليق يوم الاحد الماضي على إجراءات غوغل. وسبق
لرئيس القانونيين في مايكروسوفت، برادفورد سميث، أن قال عبر بيان في ساعات
أبكر من الأحد الماضي: «سيخلق المزيج من مايكروسوفت وياهو سوقا أكثر
تنافسية عن طريق إنشاء منافس ثان للبحث على الانترنت وللإعلانات عبره».
وتعكس جهود غوغل لعرقلة شراء مايكروسوفت لياهو أو تأخيره إجراءات
مايكروسوفت بما يتعلق عرض غوغل على خبير الإعلانات التجارية على الانترنت
«دبل كليك» مبلغ 3.1 مليار دولار حسبما تم الإعلان عنه في أبريل (نيسان)
الماضي. ولا تشكل الاستراتيجية مفاجأة إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن أي
تأخير سيكون لصالح غوغل. وسيعتمد التحقيق، الذي يقرر ما إذا كانت
مايكروسوفت ستقدر على شراء ياهو، على طبيعة التحقيق الذي سيجري. وقال
ستيفن هوك المحامي الذي يمثل الولايات المعنية في قرار الموافقة الصادر ضد
مايكروسوت: «القلق الأساسي سيكون في حالة امتلاك مايكروسوفت لياهو تأثير
مشابه للتأثير الذي تركته مايكروسوفت على عالم الكومبيوتر الشخصي ـ بجعل
المعايير التقنية تصب في مركز مايكروسوفت وجذب المستهلكين إلى منتجاتها».
* «نيويورك تايمز»