السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واليهود تاريخهم أسود ومعروف، أفلا نأخذ عبرة من التاريخ الماضي، وعبرة من التاريخ المعاصر لما
حصل لمصر،,,
وقبل ذلك نأخذ العبرة العظمى والكبرى من كتاب الله في آيات كثيرة فيها التحذير من يهود .
◄
إن اتفاقيات السلام مع اليهود، وإقامة للعلاقات الدائمة معهم؛ يعد إقراراً لهم في ديار الإسلام، وتمكينهم من الدخول
والعبث بعقول المسلمين، وإمدادهم بما يزيد من قوتهم وجبروتهم، وهذا كله في الشرع من باب الموالاة لليهود،
وإلقاء المودة لهم، والركون إليهم وقد دلت نصوص كثيرة على النهي عن ذلك قال الله تعالى:}لا تجَِدُ قَوْمَاً يُؤْمِنُونَ
بِاللهِ وَ بِاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّوْنَ مَنْ حَادّ اللهَ وَرَسُوْلَه وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيْرَتَهُمْ[22]{ [سورة
الممتحنة]. وقال تعالى:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[51]{ [سورة المائدة]. وقال تعالى:}بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً[138]
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً[139]{ [سورة النساء].
والنصوص في النهي عن موالاة الكفار، والركون إليهم، ومودتهم، ووجوب بغضهم ومعاداتهم كثيرة جداً.
وفرق كبير بين ترك قتالهم والهدنة معهم لوجود الضعف للإعداد لهم: وبين الاعتراف بهم، وإقرارهم على أراضي
الإسلام، فالأول: جائز بالإجماع، والثاني: محرم بالإجماع، إضافة إلى أن السلام الدائم والشامل مع اليهود مضاد
لشرع الله سبحانه ولقدره .
أما مضاداته للشرع؛ فلأنه يلغي شعيرة الجهاد في سبيل الله، وقد قال الله تعالى: } وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُم
كَافَّةً[36] { [سورة التوبة]. وقال سبحانه:} فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ [12]{ [سورة التوبة].
وقال عز وجل:} وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا
تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ[60]{ [سورة الأنفال].
وفي المسند وغيره: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ].وفي المسند
أيضاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي
تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي...] .
وأما مضاداة السلام للقدر: فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وخبره حق أن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة،
ومن ذلك : ما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: [ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَجْرُ
وَالْمَغْنَمُ] رواه البخاري ومسلم .
وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم في الصحاح وغيرها أنه قال: [ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ
لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ].
◄إن مساعي ما يسمى بالسلام ستفشل نقول هذا تحقيقاً لا تعليقاً، وأنّ تحقق ما يسمى بالأمن الدائم في ما يسمونه
بالشرق الأوسط لن يحصل مطلقاً، ولو حصل فهو وقتي سيفشل سريعاً، وهذا الأمر دلت عليه الأدلة الشرعية، بل
ويؤمن به اليهود والنصارى أيضاً . فقد جاءت نصوص صريحة في قتال المسلمين لليهود والنصارى وانتصارهم
عليهم ومنها : ما في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ
الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ
يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ] .
◄وجاءت نصوص أخرى تدل على أن الإسلام سينتشر في جميع الأرض- وإن رغمت أنوف الكفار والمنافقين :
ففي مسند الإمام أحمد وغيره عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ
مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ
الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ].
◄وجاءت نصوص أخرى تدل على استمرار الجهاد إلى آخر الزمان: فمن ذلك ما في الصحيح عن النبي صلى الله
عليه وسلم: [الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ] رواه البخاري ومسلم .
◄والمقصود من هذا كله أن ما يسمى بالسلام الدائم أو الشامل لن يتحقق وسيقاتل المجاهدون اليهود ويهزمونهم بحول
الله وقوته، وهذا وعد الله سبحانه لنا ولكن الله سبحانه أعلم بمن يستحق أن يكون هذا الفتح على يديه .
◄وأما عن إخواننا في فلسطين وفقهم الله وحفظهم ونصرهم فنقول لهم : عليكم بتقوى الله سبحانه وتعالى والإخلاص له،
وأن يكون جهادكم في سبيل الله وحده، مع ترك الشعارات القومية والرايات العمّية الجاهلية، وبتقواه سبحانه ينكشف
البلاء بإذنه كما قال تعالى:} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا[2]وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا[3]{ [سورة الطلاق].
◄والمسلم المجاهد بين خيرين : إما نصر وعزة، وإما قتل وشهادة:} قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ
نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ[52] {[سورة التوبة] .
◄كما نوصيكم بمواصلة الجهاد وضرب هامات العدو، وإحكام العمليات، وعدم الالتفات إلى المخذلين والمرجفين، فلا
طريق إلا الجهاد في سبيل الله، ولا عزة إلا به، وهي اللغة التي يفهمها اليهود .
◄ونوصيكم قبل ذلك كله بالالتزام بمنهج أهل السنة والجماعة، والتمسك بالتوحيد، وتعلمه، وتعليمه فإنه العاصم بإذن
الله لكم، والابتعاد عن البدع والمعاصي، وتربية أبنائكم على ذلك، لتنشأ الأجيال على كتاب الله سبحانه وسنة رسول
صلى الله عليه وسلم .
من الايميــــــــــل
.